الخميس، 31 يناير 2013

سلسلة" من السنة النبوية" 2-تجديد الوضوء قبل النوم:






2-تجديد الوضوء قبل النوم:

الوضوء هو أحد الأشياء التي يستحب فعله قبل الذهاب إلى النوم.
وقد روي حديث في هذا الشأن، والتي النبي (عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم) قال:"ِإذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ "رواه البخارى ومسلم.

قال ابن حجر: والظاهر هو أنه يستحب لكل من يريد أن يذهب للنوم أن يجديد الوضوء، حتى لو كان متوضئ بالفعل . ويمكن التفسير أنه لا ينطبق إلا على الشخص الذي كسر الوضوء.

وقال النواوى:ان الشخص المتوضئ قبل النوم هذا كافيه لان الغرض من الوضوء قبل النوم هو امكانية وفاة الشخص فى نومه, وحتى تكون احلامه حقيقية , والا يتدخل الشيطان فى احلامه او يخيفه .


Renewing wudoo’ (ablution)before going to sleep 

Doing wudoo’ before going to sleep is one of the things which is it recommended to do before going to sleep.

A hadeeth was narrated to this effect, in which the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) said: “When you go to bed, do wudoo’ as for prayer.” (Narrated by al-Bukhaari, Muslim ).

Ibn Hajar said: The apparent meaning is that it is mustahabb for everyone who wants to go to sleep to renew his wudoo’, even if he already has wudoo’. It may be interpreted as applying only to the one who has broken his wudoo’.
Al-Nawawi said: if a person has wudoo’, that is sufficient for him, because the point is to go to sleep having wudoo’, lest he die in his sleep, and so that he dreams will be more true, and so that 
the devil will be 
less likely to play with his dreams and terrify him.

الاثنين، 28 يناير 2013

سلسلة" من السنة النبوية" 1- بدءا من الجانب الايمن ...







بدءا من الجانب الايمن عند ارتداء الحذاء والايسر عن خلعه.
روى ابوهريرة أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" قال:
 ( إذا انتعلَ أحدُكم فلْيَبدَأ باليمين ، وإِذا نَزَعَ فليبدأ بالشمال ، لِتكنِ اليمنى أولهما تُنعل ، وآخِرَهما تُنزَع ) . رواه البخاري في كتاب اللباس / رواه مسلم فى كتاب اللباس .



Starting from the right side on wearing shoes and the left on taking them off


narrated abu hurirah that the prophet (peace be upon him said): “if one of you puts his shoes on, let him start with his right foot. when he takes them off, let him start with his left, so that his right foot is the first to wear the shoe and the last to be taken out of it.”


sahih al-bukhari – kitab al-libass , sahih muslim – kitab al-libass


الأحد، 27 يناير 2013

الرحمة احدى المبادئ التي أقرها الإسلام




The Principles endorsed by Islam to adjust (regulate) communities based on mercy (universal compassion), and emphasize the true interest of people.

المبادئ التي أقرها الإسلام لضبط (تنظيم) المجتمعات على أساس الرحمة (الرحمة العالمية)، والتأكيد على الاهتمام الحقيقي للشعب.


The love and compassion of Allah’s Messenger for all kinds of creatures was not of the kind claimed by today’s ‘humanists’.


He was sincere and balanced in his love and compassion. He was more compassionate than any other person



He was a Prophet raised by Allah, the Creator and Sustainer of all beings, for the guidance and happiness of conscious beings - mankind and jinn - and the harmony of existence.

Therefore, he lived not for himself but for others; he is a 
mercy for all the worlds.



كان الحب والحنان من رسول الله لجميع أنواع المخلوقات ليس من النوع الذي تطالب به "الإنسانيين \ المنادون لحقوق الانسان" اليوم.

كان صادقا ومتوازنا في حبه ورحمته . كان أكثر رحمة من أي شخص آخر.

لقد كان رسولا تربى على يد الله، الخالق والرزاق لجميع الكائنات، من أجل إرشاد و سعادة الكائنات كلها - الإنس والجن - و الوئام بين وجودها.

لذلك، لم يعش لنفسه بل للآخرين، فهو رحمة للعالمين .

السبت، 26 يناير 2013

رحمته صلى الله عليه وسلم




Once on return from a military campaign, a few Companions took away the chicks of a bird from their nest to stroke them. The mother bird came back and when it could not find its chicks in the nest, it began to fly around screeching. When informed of the matter, Allah’s Messenger became angry and ordered the chicks 
to be put back in the nest. (Abu Dawood

روى أبو داود عن ابن مسعود قال: "كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر،فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرَةً معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرةُ   فجعلت تَعْرِشُ فلما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها".

الجمعة، 25 يناير 2013

A woman entered Hell of a cat "عذبت امرأة في هرة "




Abdullah bin 'Umar related that the Prophet said: "A woman was cast away to hell only because she had withheld food and water from her cat and refused to set it free so that the cat might satisfy its hunger by eating worms and insects."


عن عبدالله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عذبت امرأة في هرة لم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض"

* A Mercy for Animals :الرحمة بالحيوان:





A Mercy for Animals :

His compassion encompassed not only human beings, but also animals.

The Prophet forbade his companions to keep the unintelligent creatures hungry or thirsty, to disturb or to overburden them. He commended that kindness and putting them at ease were meritorious acts tending to bring man nearer to Allah. Abu Hurairah reports the Prophet as saying: "A traveler who was thirsty saw a well in the way. He got inside the well and when he came out he saw a dog licking mud due to thirst. The man realised that the dog was as thirsty as him, so he got into the well again, filled his leather sock with water and carried it out holding it with his teeth. Thus, he quenched the thirst of the dog. Allah was pleased with this act of kindness and pardoned his sins." The Companions asked: "O Messenger of Allah is there recompense in the matter of beasts and wild animals also?" The Prophet replied: "There is recompense in regard to every creature that has a living heart."


الرحمة بالحيوان:

رحمته عليه الصلاة والسلام لم تتوقف على البشر فقط بل ايضا شملت الحيوانات.
الرسول امر صحابته بعدم ترك الحيوانات جوعى او عطشى , او اتعابهم او القسوة عليهم . وامرهم بمعاملتهم بالرحمة والعطف فذلك عمل يقربهم الى الله . فعن ابى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً، فنزل فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكره الله؛ فغفر له".
قالوا: يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجراً ! فقال: "في كل ذات كبد رطبة أجر

الأربعاء، 23 يناير 2013

من مبادئ ديننا {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}




الناس فى الاسلام لا يتميزوا عن بعض بألوانهم , سلالتهم ,أنسابهم او روابطهم العائلية لكن يتميزوا بمدى قربهم وبعدهم عن الله .
يقول الله تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

الاثنين، 21 يناير 2013

" كلمات الفرج "



" كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم " صحيح الجامع الصغير وزيادته (4571) .

الأحد، 20 يناير 2013

الرسول صلى الله عليه وسلم يبتسم في عين العاصفة




(لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) هذه الكلمة الجميلة الشجاعة قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق وقد أحاط بهم الكفار، قالها قوية في حزم، صادقة في عزم، صارمة في جزم: لا تحزن إن الله معنا، فما دام الله معنا فلمَ الحزن، ولم الخوف ولم القلق؟ اسكن، اثبت، اهدأ، اطمئن؛ لأن الله معنا.
لا نغلب، لا نهزم، لا نضل، لا نضيع، لا نيأس، لا نقنط؛ لأن الله معنا، النصر حليفنا، الفرج رفيقنا، الفتح صاحبنا، الفوز غايتنا، الفلاح نهايتنا؛ لأن الله معنا.
لو وقفت الدنيا كل الدنيا في وجوهنا، لو حاربنا البشر كل البشر، ونازلنا كل من على وجه الأرض فلا تحزن؛ لأن الله معنا.
من أقوى منا قلباً، من أهدى منا نهجاً، من أجل منا مبدأ، من أحسن منا مسيرة، من أرفع منا قدراً، لأن الله معنا.
ما أضعف عدونا، ما أذل خصمنا، ما أحقر من حاربنا، ما أجبن من قاتلنا لأن الله معنا.
لن نقصد بشراً، لن نلتجئ إلى عبد، لن ندعو إنساناً، لن نخاف مخلوقاً؛ لأن الله معنا.
نحن أقوى عدة، وأمضى سلاحاً، وأثبت جناباً، وأقوم نهجاً؛ لأن الله معنا.
نحن الأكثرون الأكرمون الأعلون الأَعِزَّةِ المنصورون؛ لأن الله معنا.
يا أبا بكر اهجر همك، وأرح غمك، واطرد حزنك، وأزل يأسك؛ لأن الله معنا.
يا أبا بكر، ارفع رأسك، وهدئ من روعك، وأرح قلبك؛ لأن الله معنا.
يا أبا بكر، أبشر بالفوز، وانتظر النصر وترقب الفتح؛ لأن الله معنا.
غدا سوف تعلو رسالتنا، وتظهر دعوتنا، وتسمع كلمتنا؛ لأن الله معنا.
غدا سوف نسمع أهل الأرض روعة الأذان، وكلام الرحمن، ونغمة القرآن؛ لأن الله معنا.
غدا سوف نخرج الإنسانية، ونحرر البشرية من عبودية الوثنية؛ لأن الله معنا.
هذه كلمات قالها رسولنا صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق وهما في الغار وقد أحاط بهما الكفار من كل ناحية، وطوقهما الموت من كل مكان، وأغلقت الأبواب إلا باب واحد، وقطعت الحبال إلا حبل واحد، وعز الصديق والقريب، وغاب الصاحب والحبيب، وعجزت الأسرة والقبيلة، وبقي الواحد الأحد الفرد الصمد، حينها قالها عليه الصلاة والسلام: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).
لا تحزن إن الله معنا، إذاً معنا الركن الذي لا يضام، والقوة التي لا ترام، والعزة التي لا تغلب، وما دام الله معنا فممن تخاف وممن تخشى وممن ترهب؟ فهو القوي العزيز، وهم الضعفاء الأذلاء، ما دام الله معنا فلا تأسف على قلة من عدد، أو عوز من عتاد، أو فقر من مال، أو تخاذل من أنصار، إن الله معنا وكفى، معنا بحفظه ورعايته، بقوته وجبروته، بكفايته وعنايته بدفاعه فلا تحزن، إن أعظم كلمة في الخطب وأشرف جملة في الكرب هي هذه الكلمة الصادقة الساطعة: لا تحزن إن الله معنا.
وسر هذه الكلمة في مدلولها وعظمتها في معناها يوم تذكر معية -الله عز وجل- وهو الذي بيده مقاليد الحكم، ورقاب العباد، ومقادير الخلق، وأرزاق الكائنات، وهذه الكلمة في زمانها الذي قيلت فيه وفي جوها المخيف المرعب وفي مكانها المزلزل المذهل لها طعم آخر وقصة أخرى، لقد جاءت في لحظة طوق فيها على المعصوم وصاحبه في الغار، وأغلق الباب وأحاط الأعداء بكل جانب، وسلوا سيوف الموت، يريدون أشرف مهجة خلقت، وأزكى نفس وجدت، وأطهر روح خلقت، فما الحيلة؟
الحيلة رفع ملف القضية وأوراق الفاجعة وسجل الكارثة إلى من على العرش استوى، ليقضي فيها بما يشاء، ولكن صاحب الرسالة ذا القلب المشرق الفياض أرسل لصاحبه أبي بكر رسالة رقيقة هادئة باسمة حانية نصها: لا تحزن إن الله معنا، فصار الحزن سروراً والهم فرجاً، والغم راحة، والكرب فرجاً، والهزيمة نصراً عزيزاً.
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على
خير البرية لم تنسج ولم تحم
عناية الله أغنت من مضاعفة
من الدروع وعن عال من الأطم
وكلمة (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، يحتاجها المسلم: فإذا تكاثف همك وكثر غمك وتضاعف حزنك فقل لقبلك: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) وإذا ركبك الدين، وأضناك الفقر، وشواك العدم، فقل لقبلك: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، وإذا هزتك الأزمان، وطوقتك الحوادث، وحلت بك الكربات، فقل لقلبك: إن الله معنا.


مقال للدكتور عائض القرني

الأعمال التي تصل إلى المتوفي ... د عمر عبد الكافي








السبت، 19 يناير 2013

الجمال السلوكي




أنعم الله علينا بهذا الدين العظيم و رزقنا الله قيم الجمال في كل شيء في كوننا المنثور حولنا من أرض مدحوة بجبالها و أنهارها و بحارها و خيراتها و هذا السقف المحفوظ من فوقنا لا تري فيه من تفاوت .

ثم جمال الخلقة الإنسانية لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿٤﴾ "التين" و أضاف الإسلام إلي جمال الخلقة جمال الخلق و هذا تميز حضارتنا الإسلامية العظيمة .

إن أخلاقنا الإسلامية فرائض لا فضائل ، يبدأ هذا الجمال الخلقي باللغة العالمية و هي التبسم في وجه اخوانك ، روي جرير بن عبد الله قال ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت و لا رآني إلا تبسم في وجهي و كان جل ضحكه صلى الله عليه وسلمالتبسم فإذا ابتسم يفتر مثل حب الغمام. رواه الترمذي في الشمائل .

ان البسمة هي أول خطوة في الطريق إلي فتح قلوب الآخرين ، كما يلحق البسمة الجميلة الكلمة الطيبة فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿١٥٩﴾ "آل عمران" ،ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾ "النحل" ، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ "فصلت" .

و تكلم فقهاء الإسلام في أنواع الغسل فوصلت إلي سبعة عشر نوعاً من الغسل دلالة علي أهمية الإعتناء بنظافة الجسد و جماله ، و قد تكلم الفقهاء في ترتيب أمور ثلاثة في هذا الأمر :

نهي عن القذارة.

أمر بالنظافة.

استحباب الزينة و الطيب و الرائحة الزكية.

و قد أمر الرسول رجلاً لم يهذب شعر رأسه أن يصلحه فخرج الرجل و عاد فقال صلى الله عليه وسلم أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان . رواه مالك في الموطأ.

و قد حدثنا صلى الله عليه وسلمعن سنن الفطرة خمس من سنن الفطرة : الختان و الاستحداد و هو حلق شعر العانة و تقليم الأظافر و نتف الإبط و قص الشارب. البخاري .

و قال الصحابة كنا نؤمر بالسواك حتي ظننا أن سينزل فيه قرآن .

و قد عقدت المستشرقة الألمانية زيجريد هونكا مقارنة بين حضارة المسلمين في ذلك الوقت و بين حال أوروبا في هذا الصدد ، فقالت بأن الفقيه الأندلسي الطرطوشي خلال تجوله في بلاد الفرنجة صادفته أمور تقشعر منها الأبدان ، و هو المسلم الذي فرض عليه الإغتسال و الوضوء خمس مرات يومياً ، اسمعه يقول لن تري أبداً أكثر منهم قذارة ، إنهم لا ينظفون أنفسهم ، و لا يستحمون إلا مرة أو مرتين في السنة بالماء البارد ، و أما ثيابهم فإنهم لا يغسلونها بعد أن يرتدوها ، حتي تصبح خرقاً بالية مهلهلة . و تضيف فتقول : إن مثل هذا الأمر من القذارة لا مجال لأن يفهمه العربي المتأنق أو يحتمله ، و هو الذي لم تكن نظافة الجسم و طهارته واجباً دينياً فحسب ، و إنما أيضاً حاجة ماسة تحت وطأة الجو الحار ذاك . ثم ذكرت أن مدينة بغداد كانت تزدحم في القرن العاشر بآلاف الحمامات الساخنة مع المولجين بها ، من ممسدين و مزينين .

أما جمال الثياب فكان أول ما نزل من القرآن وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾ المدثر بعد الأمر بالتوحيد مباشرة فقال ربنا وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿٣﴾ المدثر ، يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣١﴾ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣٢﴾الأعراف .

أما حسن الخلق فقد مدح الله رسوله صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾القلم ، و قال صلى الله عليه وسلم ليس الصيام من الأمل و الشرب إنما الصيام من اللغو و الرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم.

و إذا نظرت للجمال المعنوي في حضارتنا الغراء فتجد أن الإسلام حذر من تناجي رجلان دون الثالث فأن ذلك يحزنه و أمرنا باحترام الكبير و العطف علي الصغير و أنه لا يشكر الله من لم يشكر الناس و آداب الزيارة و الاستئذان و آداب الضيف و المضيف و لقد نري الجمال واضحاً في الألقاب و الأسماء فلقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ما اسمك قال : صس فقال له صلى الله عليه وسلم بل أنت أبا زرعة . و أراد صلى الله عليه وسلم تغيير اسم رجل اسوه حزن إلي سهل و قال إذا أبردتم إلي بريداً فابعثوه حسن الوجه حسن الإسم.

حتي ظهر جمال حضارتنا في جمال أسماء كتب السلف انظر :

الصارم المسلول علي شاتم الرسول ، لابن تيمية .

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لتميذه ابن القيم ،.

الإحاطة في أخبار غرناطة ، لابن حزم.

فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني.

عون المعبود في شرح سنة أبي داوود ، لشمس الحق آبادي.

الإقتصاد في الإعتقاد ، للفرابي.

الجواهر الحسان في تفسير القرآن ، الإمام الثعالبي.

أما ما قاله المصنفون من الغربيين عن حضارتنا فحدث و لا حرج و لنأخذ أمثلة ثلاثة مما قاله هؤلاء :

يقول جلين ليونارد ( يجب أن تكون حالة أوروبا مع الإسلام بعيدة من كل هذه الإعتبارات الثقيلة ، و أن تكون حالة شكر أبدي ، بدلاً من نكران الجميل الممقوت و الإزدراء المهين ، فإن أوروبا لم تعترف إلي يومنا هذا بإخلاص صادق و قلب سليم بالدين العظيم المدينة به للتربية الإسلامية و المدنية العربية ، فقد اعترفت به بفتور و عدم اكتراث ، عندما كان أهلها غارقون في بحار الهمجية و الجهل في العصور المظلمة فقط. و لقد وصلت المدنية الإسلامية عند العرب إلي أعلي مستوي من عظمة العمران و العلم ، فأحيت المجتمع الأوروبي و حفظته من الإنحطاط و لم نعترف و نحن نري أنفسنا في أعلي قمة من التهذيب و المدنية بأنه لولا التهذيب الإسلامي ، و مدنية العرب و علمهم و عظمتهم في مسائل المدنية ، و حسن نظام مدارسهم لكانت أوروبا إلي اليوم غارقة في ظلمات الجهل).

و يقول المؤرخ الإنجليزي ويلز : ( كل دين لا يسير مع المدنية في كل أطوارها فاضرب به عرض الحائط ، و إن الدين الحق الذي وجدته يسير مع المدنية أينما سارت هو الإسلام و من أراد الدليل فليقرأ القرآن و ما فيه من نظرات و مناهج علمية ، و قوانين اجتماعية ، فهو كتاب دين و علم و اجتماع و خلق وتاريخ ، و إذا طلب مني أن أحدد معني الإسلام فإني أحدده بهذه العبارة : " الإسلام هو المدنية" ) .

و يقول جوستاف لوبون : ( إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوروبية الوحشية في عالم الإنسانية ، فلقد كان العرب أساتذتنا و إن جامعات الغرب لم تعرف لها مورداً علمياً سوي مؤلفات العرب ، فهم الذين مدنوا أوروبا مادةً و عقلاً و أخلاقاً ، و التاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه ... إن أوروبا مدينة للعرب بحضارتها و إن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين فهم الذين علموا الشعوب النصرانية ، و إن شئت فقل : حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان و لقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولي أرقي كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبةً ) .

هنيئاً لنا حضارتنا الجميلة التي أعطت رونقاً للحياة لا نقول يفخر بها كل مسلم فحسب بل يفخر بها كل إنسان كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد .

د. عمر عبدالكافي

الاثنين، 14 يناير 2013

شهادة الواقع على صدق نبوة الرسول



يشهد الواقع قديمًا وحديثًا أن الدين الإسلامي أسرع الديانات نموًّا في العالم؛ فمنذ أكثر من 1400 سنة بدأ رسول الله محمد  الدعوة إلى الإسلام، ولم يؤمن معه إلاَّ قِلَّة، ثم مَرَّت الأيام والأعوام، وقد وصل الإسلام اليوم إلى كل بقعة من بقاع الأرض.
والتاريخ يشهد شهادة صدق على انتشار هذا الدين، وإيمان شعوب الأرض المختلفة به، سواء كانت مهزومة أو منتصرة في معاركها مع معتنقيه، وهذا من أعجب المواقف التي حَيَّرَت العلماء والمفكرين، وما إسلام التتار عَنَّا ببعيد! ذلك الشعب الذي دخل بلاد المسلمين مبيدًا لأهلها، ولكن هزيمته في معركة عين جالوت عام (658هـ/1260م) جعلته يُفَكِّر في طبيعة هذا الدين، ويدركها عن قُرب، فآمن أغلبهم، وتَحَوَّلوا إلى مدافعين عن الإسلام، حامين لعرينه من المعتدين.
فداعية الإسلام الأكبر هو الإسلام نفسه؛ حيث تضمَّنَتْ عقيدته وشريعته من الفضائل ما يجعل الناس يحرصون أشدَّ الحرص على أن يدخلوا فيها، ثم إن الإسلام يعطي الداخل فيه كل شيء، ولا ينتقصه شيئًا؛ فإن الإنسان يكسب الصِّلَة المباشرة بالله I، ويجد الطريق إليه، فيقف بين يديه خمس مرات في اليوم، ويدعوه دون حجاب، ويكسب الأمل في حياة أسعد وأرغد في هذه الحياة الدنيا، ثم حياة الخلود في دار البقاء، ولا يُكَلِّفُه ذلك إلاَّ النطق بالشهادتين، واتِّبَاع شريعة الإسلام.

انتشار الإسلام

وإنك لتتعجَّب عندما تنظر إلى خريطة الأرض، وتتأمَّل مدى انتشار الإسلام، ويزداد عجبك عندما تتبين أن الإسلام قد ملأ قلوب معتنقيه دون جيش مُنَظَّم، أو سياسة مرسومة لذلك! إنما هو الإسلام نفسه، جعله الله خفيفًا على القلوب، قريبًا إلى النفوس، ما تكاد كلمة الحق تُصافح أُذُنَ الرجل حتى يصل الإيمانُ إلى قلبه، فإذا استقرَّ في قلبه لم يكن هناك قَطُّ سبيل إلى إخراجه منه[1].
ولعلَّ أكبر أسباب خِفَّة الإسلام على القلوب هو وضوحه وصدقه؛ لذلك انبهر علماء الغرب بطبيعته، حتى إن المؤرخ والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي الشهير غوستاف لوبون يقول عن يُسْرِ الإسلام: "ولا شيء أكثر وضوحًا، وأقلَّ غموضًا من أصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد، وبمساواة جميع الناس أمام الله، وببضعةِ فروضٍ يدخلُ الجنةَ مَنْ يقوم بها، ويدخل النار من يُعْرِض عنها، وإنك إذا ما اجتمعتَ بأي مسلم من أية طبقة رأيتَه يعرف ما يجب عليه أن يعتقده، ويسرد لك أصول الإسلام في بضع كلمات بسهولة، وهو بذلك على عكس النصراني الذي لا يستطيع حديثًا عن التثليث والاستحالة، وما ماثلهما من الغوامض، من غير أن يكون من علماء اللاهوت الواقفين على دقائق الجدل! وساعد وضوح الإسلام البالغ ما أمر به من العدل والإحسان، كل المساعدة على انتشاره في العالم"[2].

إحصائيات حول انتشار الإسلام

لننظر إلى عالم اليوم حيث نجد أكثر من 4200 ديانة في العالم[3]! ولكن الإحصائيات تدلُّ على أن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشارًا بين جميع تلك الأديان؛ ففي عام (1900م) بلغت نسبة المسلمين في العالم 12.4 %، أمَّا المسيحية فقد بلغت نسبتها 26.9 %، وفي عام (1980م) بلغت نسبة المسلمين في العالم 16.5 %، أمَّا المسيحية فقد بلغت نسبتها 30 %، وفي عام (2000م) بلغت نسبة المسلمين في العالم 19.2 %، أمَّا المسيحية فقد بلغت نسبتها 29.9 %[4]. وقد أقرت بذلك الموسوعة المسيحية العالمية طبقًا لأحدث طبعة لها، حيث لاحظت ارتفاع عدد المسلمين من مجموع سكان العالم بنسبة تقرب من 7 % خلال القرن الماضي، بينما تراجعت نسبة المسيحيين.
وأكدت الموسوعة ذاتها أيضًا أن نسبة المسلمين من مجموع سكان العالم ارتفعت إلى 19.6 %، أي ما يقارب 1.3 مليار مسلم[5].
أمَّا تَوَقُّعَات المراقبين في عام (2025م) بأنه سوف تبلغ نسبة المسلمين في العالم 30%، أمَّا المسيحية فستكون نسبتها 25%، فبالوقوف على هذه النتائج نستنتج أن الإسلام ينمو كل سنة بنسبة 2.9%، وهذه أعلى نسبة للنمو في العالم[6].

الإسلام في البلاد الغربية

وإذا أمعنا النظر أكثر في بعض البلاد الغربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا وغيرها، سنتأكَّد من هذه الحقيقة التي تدلُّ على أن الإسلامَ دينُ الفطرة الإنسانية التي ما إنْ يَعْرِف حقيقتَه أيُّ إنسان على ظهر الأرض إلاَّ اعتنقه عن اقتناع وحُبٍّ؛ فقد كشفت دراسة أعدَّتْهَا وزارة الداخلية الفرنسية أن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويًّا في فرنسا[7].
كما أَكَّدَت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث أن عدد المسلمين بالمملكة المتحدة في الوقت الراهن عام 2007م قد وصل إلى مليوني شخص، مقارنة بـ(1.6) مليون عام (2001م)، وذلك بزيادة قدرها 400 ألف في أقل من سبعة أعوام. وأشارت صحيفة (ذا جارديان) إلى أن الأرقام الجديدة أَكَّدَتْ على مكانة الإسلام، وأنه يُعَدُّ ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية؛ حيث بات المسلمون يشكلون الآن 3.3% من سكان بريطانيا، موضحة أن الإسلام أصبح أسرع الديانات انتشارًا في المملكة[8].
كما أشارت عملية مسح حديثة صادرة عن مركز الأبحاث الاجتماعية في جامعة جورجيا الأمريكية إلى أن الدين الإسلامي أسرع الأديان انتشارًا في الولايات المتحدة؛ حيث بلغ عدد المساجد في أمريكا أكثر 1209 مساجد، بُني أكثر من نصفها خلال السنوات العشرين الماضية، كما تتراوح نسبة الذين تَحَوَّلُوا إلى الديانة الإسلامية خلال السنوات العشر الماضية ما بين 17 و30 %[9].
أمَّا في ألمانيا فيعيش أكثر من 3,3 مليون مسلم، ويُشَكِّلُون حوالي 4% من مجمل السكان، ويَصِلُ عدد المساجد هناك إلى ما يقرب من 3000 مسجد وصالة للصلاة[10].
كما بيَّن استطلاع للرأي نشرته صحيفة "ليبر بلجيك" البلجيكية أن المسلمين سوف يكونون غالبية سكان مدينة بروكسل -التي تعتبر عاصمة رسمية للاتحاد الأوربي- بعد عشرين عامًا. وثمة دليل آخر على صحة هذه التوقعات، وهو أن محمدًا هو الاسم الأكثر انتشارًا بين المواليد الجدد في بروكسل منذ عام 2001م. كما ذكرت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" أن عدد المسلمين في بلجيكا تضاعف على وجه التقريب خلال عشرة أعوام منذ عام 1995م ليبلغ 450 ألف شخص في عام 2005م، عندما بلغ مجموع السكان في هذا البلد 10 ملايين شخص[11].
هذا هو الإسلام عبر التاريخ ينتشر بسلاسة وحيوية؛ لأنه دين الفطرة السليمة، فما أروع ذلك من دليلٍ على صدق نبينا ! وما قدمناه من شهادات واضحة تدل على صدق نبوته  وكمال رسالته، إنما ينطلق من قناعتنا بأن محمدًا قدم للعالم أجمع رسالة يملؤها الحب والتعاون والخير.
وما أجمل أن نختم بقوله  الذي تنبأ فيه بانتشار الإسلام في ربوع الأرض، فقال : "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ[12] إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ"[13].
د. راغب السرجاني

[1] حسين مؤنس: الإسلام الفاتح، ص20-24 بتصرف.
[2] غوستاف لوبون: حضارة العرب ص125.
[4] Sato Tsugitaka, Muslim Societies, Routledge,UK, 2004.
[5] موقع وكالة الأخبار الإسلامية (نبأ) http://www.islamicnews.net، وموقع جريدة الشرق الأوسطhttp://www.asharqalawsat.com.
[6] Sato Tsugitaka, Muslim Societies, Routledge,UK, 2004.
[7] موقع إسلام تايم: http://www.islamtime.net/.
[8] الموقع السابق نفسه
[9] موقع لواء الشريعة: http://www.shareah.com.
[10] موقع مجلة ألمانيا: http://www.magazine-deutschland.de.
[11] موقع وكالة الروسية نوفوستي: http://ar.rian.ru/analytics.
[12] بيوت الوَبَرِ والمَدَرِ أَي: بيوت البوادي والمُدْنِ والقُرى، وهو من وَبَرِ الإِبل؛ لأَن بيوتهم يتخذونها منه، والمَدَرُ جمع مَدَرَة وهي البِنْيَةُ، وقِطَعُ الطين اليابس. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة وبر 5/271.
[13] أحمد (16998)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. والحاكم (8326) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسة الصحيحة (3).

الجمعة، 11 يناير 2013

الشيخ الشعراوي وما ذكره حول خواطره للقرآن الكريم



خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرا للقرآن. إنما هي هبات صفائية تخطر على قلب مؤمن في آية أوبضع آيات .. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر .. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتفسيره لأنه عليه نزل وبه إنفعل وله بلغ وبه علم وعمل 

وله ظهرت معجزاته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى أن يدين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم .. وهي افعل ولا تفعل .تلك الأحكام التي يثاب عليها الإنسان أن يفعلها ويعاقب ان تركها. هذه هي اسس العبادة لله سبحانه وتعالى التي أنزلها في القرآن الكريم كمنهج لحياة البشر على الأرض.

أما الأسرار المكتنزة في القرآن الكريم حول الوجود فقد اكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما علم منها.لأنها بمقياس العقل في هذا الوقت لم تكن العقول تستطيع أن تتقبلها وكان طرح هذه الموضوعات سيثير جدلاً يفسد قضية الدين ويجعل الناس ينصرفون عن فهم منهج الله في العبادة إلى جدل وحول قضايا لن يصلوا فيها إلى شيئ.

القرآن لم يأت ليعلمنا أسرار الكون ولكنه جاء بأحكام التكليف واضحة واسرار الوجود مكتنزة حتى تتقدم الحضارات ويتسع فهم العقل البشري فيكشف الله سبحانه وتعالى من أسرار الكون ما يجعلنا أكثر فهما لعطاءات القرآن لأسرار الوجود 

فكلما تقدم الزمن وكشف الله للإنسان عن سر جديد في الكون ظهر اعجاز في القرآن.لأن الله سبحانه وتعالى قد أشار إلى هذه الآيات الكونية في كتابه العزيز ... وقد تكون الإشارة إلى آية واحدة أوبضع آيات ولكن هذه الآية أو الآيات تعطينا اعجازاً لا يستطيع العلم أن يصل إلى وقته 

(من خواطر الشيخ الشعراوي ج 1)

الأربعاء، 9 يناير 2013

نموذج قرآني يعلمنا تقديم المصلحة العامة على الخاصة:



﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[سورة آل عمران الآية: 35]

 قصّ الله علينا هذه القصص ،ليكون أبطال هذه القصص قدوة لنا.امرأة عمران لا تملك شيئاً إلا جنيناً في بطنها، فنذرته لله عز وجل.


لنتعلم من امرأة عمران ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً﴾ [سورة آل عمران الآية: 35]

 قدم شيئاً

لو أن كل شخص يقتطع شيئاً من اختصاصه، شيئاً من علمه، كطبيب بعلمه، فأحياناً يقول طبيب لجهة خيرية: هذه بعض البطاقات، أيّ إنسان فقير جداً يحمل هذه البطاقة بتوقيعي أعالجه مجاناً.

 اوكصيدلي جاءته امرأة فقيرة جداً، أعطاها الدواء، واحتسبه لوجه الله بعد أن تحقق، أبواب المعروف لا تعد ولا تحصى، ولا يوجد أحد مناإلا وعنده شيء يملكه، هو علم، هو خبرة، هو مال، هو ولد صالح

ردد ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً﴾[سورة آل عمران الآية: 35] وفكرماذا يمكن أن تقدم وحاول مرة تلوا المرة واعمل ولو كان مثقال ذرة



يحكى أب له أربعة أولاد، الأربعة لهم تجارة عريضة، أمر واحداً منهم أن يتوظف في الأوقاف ليخدم علماء المسلمين، قال له: وحصتك من التجارة كما هي، كما لو كنت معهم، والده أمره أن يدع العمل مع أخوته في التجارة ليتفرغ لخدمة العلماء، قال له: وحصتك من هذه التجارة كما لو كنت على رأس عملك, قدم الأب شيئاً.(د/راتب النابلسي)

غدا يوم القيامة سنقف بين يدي الله عز وجل،والله عزوجل سيسألنا:وتخيل أنه حينما تُسأل يا عبدي ماذا فعلت من أجلي؟

فتقول يا ربي أكلت من أجلك، شربت من أجلك، تزوجت من أجلك، اعتنيت بالبيت من أجلك، لاحظ كم من عمل تقوم به كل يوم لك ولصالحك، وليس لأحد غيرك، ولأفراد أسرتك, فإذا وافت المنية أيّ شيء يدخل معك في القبر؟ فقط عملك الصالح الذي ابتغيت به وجه الله.

الثلاثاء، 8 يناير 2013

شهادة المنصفين من الغربيين على صدق نبوة الرسول



 لقد أنصف كثير من الغربيين محمدًا ، وكان هذا الإنصاف ناتجًا عن دراسة موضوعية مستفيضة لسيرة وحياة رسول الله ، وقد اكتملتْ في هذه الدراسة عناصر المنهج العلمي الحديث القائم على الملاحظة والتجربة والاستقصاء، فخرجت نتائجهم إيجابية تجاه رسول الله ، وأصبحت شهاداتهم نورًا يهتدي به الباحثون عن الحقيقة في الغرب.

الشاعر الفرنسي لامارتين

فممن أنصف رسول الله  الشاعر الفرنسي لامارتين[1]؛ حيث يقول: "أترون أن محمدًا كان صاحب خداع وتدليس، وصاحب باطل وكذب؟! كلا، بعدما وعينا تاريخه، ودرسنا حياته، فإنَّ الخداع والتدليس والباطل والإفك.. كل تلك الصفات هي ألصق بمن وصف محمدًا بها"[2].

المؤرخ والكاتب توماس كارليل

يقول توماس كارليل[3]:
"لسنا نعدُّ محمدًا قطُّ رجلاً كاذبًا متصنِّعًا، يتذرَّع بالحيل والوسائل إلى بُغيةٍ، أو يطمع إلى درجة مُلك، أو سلطان، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر، وما الرسالة التي أدَّاها إلاَّ حقٌّ صراح، وما كلمته إلاَّ صوت صادق صادر من العالم المجهول، كلا، ما محمد بالكاذب ولا الملفِّقُ، وإنما هو قطعة من الحياة قد تَفَطَّر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع"[4].

عالم الاجتماع غوستاف لوبون

يقول عالم الاجتماع غوستاف لوبون[5]:
"إنني لا أدعو إلى بدعة مُحْدَثة، ولا إلى ضلالة مستهجَنَة، بل إلى دين عربي قد أوحاه الله إلى نَبِيِّه محمد، فكان أمينًا على بثِّ دعوته بين قبائل تلهَّتْ بعبادة الأحجار والأصنام، وتلذَّذَتْ بتُرَّهَات الجاهلية، فجمع صفوفهم بعد أن كانت مبعثرة، ووحَّدَ كلمتهم بعد أن كانت متفرِّقَة، وَوَجَّهَ أنظارهم لعبادة الخالق، فكان خير البرية على الإطلاق حُبًّا ونسبًا وزعامة وَنُبُوَّة، هذا هو محمد الذي اعتنق شريعته أربعمائة مليون مسلم، منتشرين في أنحاء المعمورة، يُرَتِّلُونَ قرآنًا عربيًّا مبينًا"[6].
ويقول غوستاف لوبون في موضع آخر: "فرسول كهذا جدير باتِّبَاع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته؛ إذ إنها دعوة شريفة، قِوَامُهَا معرفة الخالق، والحضُّ على الخير، والردع عن المنكر، بل كل ما جاء فيها يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، وهو الذي أدعو إليه جميع النصارى"[7].

المفكِّر البريطاني لين بول

ولا يُخفي المفكِّر البريطاني لين بول[8] تَأَثُّرَه بمحمد ، فيقول:
"إن محمدًا  كان يَتَّصِفُ بكثير من الصفات؛ كاللطف والشجاعة وكرم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثَّر بما تَطْبَعُه هذه الصفات في نفسه، ودون أن يكون هذا الحكم صادرًا عن غير ميل أو هوًى، كيف لا؟! وقد احتمل محمد  عداء أهله وعشيرته سنوات بصبر وجَلَد عظيمين، ومع ذلك فقد بَلَغ من نُبْلِه أنه لم يكن يسحب يده من يد مصافحه حتى لو كان يصافح طفلاً! وأنه لم يمرَّ بجماعة يومًا من الأيام -رجالاً كانوا أم أطفالاً- دون أن يُسَلِّم عليهم، وعلى شفتيه ابتسامة حُلوة، وبنغمة جميلة كانت تكفي وحدها لتسحر سامعيها، وتجذب القلوب إلى صاحبها جذبًا!"[9].

الأديب الإنجليزي جورج برنارد شو

ويتحدث الأديب الإنجليزي جورج برنارد شو[10] قائلاً:
"لقد درست محمدًا باعتباره رجلاً مدهشًا، فرأيته بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يُدْعَى منقذ الإنسانية، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك؛ فتعرف بقدرة هذه العقيدة على حلِّ مشكلاتها، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي"[11].

المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير

ويقول المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير[12]:
"امتاز محمد بوضوح كلامه، ويسر دينه، وأنه أتم من الأعمال ما أدهش الألباب، لم يشهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق الحسنة، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل محمد"[13].
"ومهما يكن هناك من أمر فإن محمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، وخبيرٌ به مَنْ أمعن النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم"[14].

المستشرق الأمريكي واشنجتون إرفنج

ويقول المستشرق الأمريكي الكبير واشنجتون إرفنج[15]:
"كانت تصرفات الرسول  في أعقاب فتح مكة تدلُّ على أنه نبي مرسل، لا على أنه قائد مظفَّر؛ فقد أبدى رحمةً وشفقةً على مواطنيه، برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه تَوَّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو"[16].

رئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو

ويقول رئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو[17]:
"كان محمد كمؤسسي الأديان الأخرى ناقمًا على كثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في عصره، وكان للدين الذي بَشَّر به -بما فيه من سهولة وصراحة وإخاء ومساواة- تجاوبٌ لدى الناس في البلدان المجاورة؛ لأنهم ذاقوا الظلم على يد الملوك الأوتوقراطيين والقساوسة المستبدين، لقد تعب الناس من النظام القديم، وتاقوا إلى نظام جديد، فكان الإسلام فرصتهم الذهبية؛ لأنه أصلح الكثير من أحوالهم، ورفع عنهم كابوس الضيم والظلم"[18].

المؤرخ البلجيكي جورج سـارتون

ويقول المؤرخ البلجيكي جورج سـارتون[19]:
"وخلاصة القول... إنه لم يُتَحْ لنبي من قبلُ ولا من بعدُ أن ينتصر انتصارًا تامًّا كانتصار محمد"[20].
لقد أبرزت هذه الشهادات بعض من جوانب عظمة الرسول محمد ، التي يُقِرُّ بها كل من يعايشه، أو يقرأ قسطًا من حياته، تكمن هذه العظمة في أنه كان حامل رسالة سماوية شمولية، تهدف أساسًا إلى إصلاح حياة البشرية عامة.
د/راغب السرجاني
المراجع
[1] ألفونس دو لامارتين Alphonse de Lamartine (1790- 1869م): كاتب وشاعر وسياسي فرنسي، كان كثير السفر، أقام مدة في أزمير بتركيا. من كتبه: رحلة إلى الشرق، وتأملات شعرية.
[2] لامارتين: السفر إلى الشرق ص84.
[3] توماس كارليل Thomas Carlyle (1795- 1881م): كاتب إسكتلندي، ناقد ساخر، ومؤرخ، من مؤلفاته: الأبطال، (وقد عقد فيه فصلاً رائعًا عن النبي فنقله إلى العربية الأستاذ على أدهم)، والثورة الفرنسية. انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 2/53.
[4] توماس كارليل: الأبطال ص58-60.
[5] غوستاف لوبون Gustav Lobone (1841- 1931م): مستشرق فرنسي، قام بدراسات متخصصة في علم النفس والاجتماع، من أشهر كتبه: حضارة العرب، الذي يعدّ من أمهات الكتب التي صدرت في العصر الحديث في أوربا لإنصاف الحضارة العربية الإسلامية. انظر: أحمد حامد: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء ص59-61.
[6] هذا التعداد الذي ذكره غوستاف لوبون كان وقت إصداره لكتابه (حضارة العرب)، أما الآن عام 2008م فقد تجاوز عدد المسلمين في العالم 1.3 مليار نسمة. انظر: جريدة الشرق الأوسط، على الرابط http://www.asharqalawsat.com.
[7] غوستاف لوبون: حضارة العرب ص67.
[8] لين بول Lane Poole (1853-1917): مفكر إنجليزي، وهو واضع فهرست المسكوكات المحفوظة في دار الكتب المصرية عام 1897م، من مؤلفاته: (رسالة في تاريخ العرب).
[9] لين بول: رسالة في تاريخ العرب، نقلاً عن: عفيف عبد الفتاح طبارة: روح الدين الإسلامي ص438.
[10] جورج برنارد شو George Bernard Show (1856-1950م): مؤلف إنجليزي مشهور، حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1925م. وطُلِبَ منه أن يكتب مسرحية عن حياة محمد  فرفض، وكان ذلك ضربة قاضية لمن أرادوا تشويه الإسلام. انظر: أحمد حامد: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء ص13-15.
[11] الحسيني الحسيني معدي: الرسول  في عيون غربية منصفة ص70.
[12] وليم موير William Muir (1819-1905م): مؤرِّخ ومستشرق إنجليزي، وكان يبحث في الإسلام ويدرس أخلاق نبي الإسلام منذ بداية وجوده في الهند عام 1837م، ودرس الحقوق في جامعتي أدنبره وجلاسجو، ووصل إلى منصب رئيس جامعة أدنبره، انظر: عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين ص578، 579، وأحمد حامد: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء ص22، 23.
[13] وليم موير: حياة محمد ص31.
[14] المصدر السابق ص20.
[15] واشنجتون إرفنج Washington Irving (1783- 1859م): مستشرق ومؤرخ أمريكي، أولى اهتمامًا كبيرًا بالدراسات الإسلامية، من مؤلفاته: (حياة محمد)، (فتح غرناطة). انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 3/131.
[16] واشنجتون إيرفنج: حياة محمد ص72.
[17] جواهر لال نهرو (J.Lal. Nahro) (1889- 1964م): يعدُّ نهرو أحد زعماء حركة الاستقلال في الهند، وأول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال. تميز بالاشتراكية والعدالة، ولم يكن متعصبًا للهندوسية.
[18] جواهر لال نهرو: لمحات من تاريخ العالم ص27.
[19] جورج سارتون George Sarton (1884- 1956م): بلجيكي الأصل، متخصص في العلوم الطبيعية والرياضية، درس العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت 1931- 1932م، وألقى محاضرات حول فضل العرب على الفكر الإنساني. أبرز إنتاجه (المدخل إلى تاريخ العلم). انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 3/147، 148.
[20] سارتون: الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ص28-30.