السبت، 6 أبريل 2013

سورة الحمد من قصار السور لكنها أم الكتاب وأعظم سوره.




تضمنت خلاصة وجيزة لعقائد الإسلام، وعهدا وثيقا بين الناس وربهم يحقق رسالتهم في الوجود، ورجاء في الله أن يهدى الطريق ويمنح التوفيق وينعم الرضا.
ولننظر في الآية الأولى * الحمد لله رب العالمين* الحمد لفظ تلتقي فيه معان ثلاثة، فهو ثناء يكشف عن أمجاد الذات العليا من جلال وجمال وكمال، وهو مديح على ماننال من عطاء ونعماء جاد بها ولى النعم، وهو شكر يقابل الخير النازل والفضل المسدى.

وعندما نصبح فنقول * الحمد لله الذي أحيانا من مماتنا وإليه النشور* فنحن نثنى ونمدح ونشكر.

و* رب العالمين* سيد العوالم كلها من العرش إلى الفرش، من السماء إلى الأرض، من الحيوان إلى النبات، من الملائكة إلى البشر.

والعالم ماعدا الله من خلق، وماعدا الله مربوب له فقير إليه، نعم كل ماعدا الله عبد له، صنيعة نعمته* فلله الحمد رب السموات ورب الأرض ورب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.

* الرحمن الرحيم *نحن في رحمته نعيش، والرحمة والعلم يسعان كل شيء، ولولا أن الله غفور رحيم لفتكت بنا معاصينا وقضى علينا جحودنا وطغياننا.* مالك يوم الدين * المقصود بالدين الجزاء، وهو بداية العالم الآخر، والعالم الآخر هو المقابل لعالمنا المعاصر.

والحضارة المادية المسيطرة على الحياة الآن قلما تذكره، بل لعلها ترى من الهزل ذكره، وهى تتعمد نسيانه في ميادين التربية والتشريع والسياسة الدولية والمحلية مع أنه الحقيقة العظمى الأجدر بالرعاية والحساب. 

*إياك نعبد وإياك نستعين* نعبدك وحدك بالله، ونستعين بك لا بغيرك، فكل غير محتاج إليك، كما جاء في السنة * اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"»وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله *.

* اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم * الخط المستقيم أقصر طريق بين نقطتين، ولذلك لا يتعدد، ومن استقام اهتدى إلى الله ودين الله واحد، بلغة الأنبياء على اختلاف الأعصر والأمصار، أساسه إله واحد، له الولاء والثناء، يفتقر إليه أهل الأرض وأهل السماء.

* غير المغضوب عليهم ولا الضالين * على الإنسان أن يكون صائب الفكر صادق النظر، فإذا اهتدى إلى الحق فعليه أن يعمل به ويتواضع لربه، ويرفق بعباده.
هذه السورة فرض الله قراءتها في جميع الصلوات، لتكون مناجاة متجددة مقبولة بين الناس ورب الناس، فهي حقائق علمية، وفى الوقت نفسه، ضراعة عبد يطلب رضا مولاه 

ونحن نكرر الدعاء لأنفسنا، كما نكرر غسل أعضائنا، لأن أسباب هذا التكرار قائمة، فالجسم الإنساني لا يكفى في تطهيره أن يغسل مرة أو مرتين، لابد من تكرار الغسل مدى الحياه !والطبع البشرى لا تصقله دعوة أو دعوتان لابد من تكرار الوقوف بين يدى الله لأن رعونات النفس ووساوس الشيطان لا تنتهى، فلابد من تكرار الدعاء واستدامة التضرع * إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا * وهكذا في سطور قلائل تم تصوير العلاقة الوحيدة الممكنة بين الناس ورب الناس" الاعتراف به والثناء عليه والاستعداد للقائه والتعهد بعبوديته ثم الرجاء إليه أن يجعلنا كما يحب "
للشيخ محمد الغزالي رحمه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق