د/ ناجح يكتب مقالا في اليوم السابع بعنوان:
"تأملات في إسلام "فان""
أدى الهولندي أرناود فان منتج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم فريضة الحج هذا العام قائلاً لمراسل صحيفة عكاظ السعودية إن «دموعي لم تتوقف منذ وصولي مكة.. وأنا أعيش الآن أجمل اللحظات وأنه سينتج فيلما آخر يعكس خلاله أخلاق «سيد البشر».. مضيفًا ً أنه وجد في الإسلام ما كان يصبو إليه ويفتقده في حياته السابقة .. وأنه حينما يتذكر حياته السابقة يرى أنه كان كمن يقبض الريح.. وأنه جاء إلى الحج للاستغفار والدعاء والابتهال إلى الله لمسح خطاياه السابقة".
وأضاف: «هنا وجدت ذاتي بين هذه القلوب المؤمنة، ودعواتي أن تمسح دموعي كل ذنوبي بعد توبتي.. وسأعمل على إنتاج عمل كبير يخدم الإسلام والمسلمين ويعكس أخلاق نبي الرحمة، بعد عودتي من رحلة الحج».
وحول كيفية اعتناقه الإسلام قال المنتج الهولندي:"إنه كان متشوقًا لمعرفة الكثير عن الإسلام، فبدأ بالقراءة عنه حتى تخلل قلبه وأشهر إسلامه بعد ذلك .. وهو يحمد الله أن أصبح ذلك الشخص السعيد الذي تتملكه الطمأنينة والسكينة.. رغم أنه كان ينتمي إلى حزب (الحرية) الهولندي المتطرف في عدائه للإسلام والمسلمين».
وتابع: «الإسلام يحمل معاني عظيمة ورسالة سامية".
هذه هي الرسائل الرائعة التي أرسلها "فان" إلي كل من يعنيه الأمر .. أما الرسائل الرائعة التي ينبغي علي الجميع قراءتها فلم ترد بعد في رسائل "فان" وأهمها:
1- أن الهداية ليست حكرا ً علي أحد وأن الله برحمته ولطفه وعفوه وكرمه يهدي من يشاء .. وأن من يظن البعض فيه أنه بعيد عن هداية السماء قد يكون أقرب إليها من غيره.. وقد يكون أقرب إليها ممن يظن فيه هذا الظن.
2- علي الدعاة ألا ييأسوا من دعوة أحد مهما كان ظلمه أو فسقه أو ضلاله أو بدعته .. وأن يعيشوا مع قصة الصحابي الذي قال لزوجته التي طمعت في إسلام عمر بن الخطاب " لن يسلم ابن الخطاب حتى يسلم حمار الخطاب " فإذا بابن الخطاب لا يسلم فحسب .. ولكنه يصبح رمزا ً عظيما ً من رموز الإسلام في العدل السياسي والاجتماعي والإنصاف من النفس ووزيرا ً للنبي (ص).. وأعظم الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر .
3- إن النفوس التي تستبعد الهداية علي العصاة أو الفسقة أو الملحدين أو الظالمين لا تعرف قدر سعة رحمة الله ومحبته لعباده وهدايتهم وتوبتهم وأوبتهم.
4- ومنها أن الرجل قد يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.. كما ورد في الحديث الصحيح.
5- لو أن بعض المسلمين قام بقتل هذا الرجل وهو على حاله من عداوة الإسلام وبغض النبي (ص) لدخل النار دون أن يستفيد الإسلام منه شيئاً.. ولوصم الإسلام والذين قتلوه من المسلمين بالإرهاب وحوربوا وطردوا من أوروبا.. ولكن هكذا يصنع الرفق والدعوة التي تغزو القلوب.. ولو قتل الرسول (ص) عكرمة بن أبي جهل وصفوان وخالد بن الوليد وغيرهم ممن حاربوا الإسلام فترة ما صنعوا مجدا ً عظيما ً للإسلام ولحرم الإسلام منهم وحرموا من الإسلام.
6- أن الدعوة إلى الله أقوى وأمضى وأبقى من كل أسلحة الدنيا.. وهداية الخلق للحق سبحانه هي الغاية العظمى والهدف الاسمي الذي من أجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل.. وكل ما سواهما وسائل.. السلطة وسيلة.. الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وسيلة.. الجماعات والأحزاب والحركات الإسلامية كلها وسائل.. فإذا عطلت الوسيلة الغاية أو هدمتها أو شلت حركتها فإن علينا أن نراجع موقع الوسيلة من الغاية.
7- أن هذا الرجل ما كان ليسلم لولا الغضبة الحقيقية التي قام بها المسلمون في كل مكان.. فنبهت "فان" وأمثاله إلى مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومقدار الحب العظيم له في قلوب الملايين وهو في قبره الشريف.. فملك (ص) القلوب والأفئدة بهديه العظيم.
8- أن الإسلام فيه قوة ذاتية وديناميكية تغزو القلوب والأفئدة حتى وإن قصر أبناؤه في نشر دعوته.. فهو الدين الوحيد القادر على النفاذ إلى القلوب حتى دون قوة تنصره أو سلطة تذود عنه أو حاكم يدافع عنه.. فقد دخل الإسلام في قلوب التتار رغم أنهم هزموا المسلمين.. عكسا ً للقاعدة المعروفة "أن المهزوم يدخل في دين المنتصر"