الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

مبعثه صلى الله عليه وسلم وأول ما نزل عليه


بعثه الله على رأس أربعين وهي سن الكمال . قيل : ولها تبعث الرسل ،
 وأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر النبوة الرؤيا ، فكان لا يرى رؤيا إلا  - ص 83 - جاءت مثل فلق الصبح 
 ) . قيل : وكان ذلك ستة أشهر ، ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة ، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، والله أعلم . 
ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة ، فجاءه الملك وهو بغار حراء ، وكان يحب الخلوة فيه ، فأول ما أنزل عليه (  اقرأ باسم ربك الذي خلق  ) [ العلق : 1 ] هذا قول عائشة والجمهور .
وقال جابر : أول ما أنزل عليه (  ياأيها المدثر  ) .
والصحيح قول عائشة لوجوه :
أحدها : أن قوله : ما أنا بقارئ ، صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئا .
الثاني : الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار ، فإنه إذا قرأ في نفسه أنذر بما قرأه ، فأمره بالقراءة أولا ، ثم بالإنذار بما قرأه ثانيا .
الثالث : أن حديث جابر ، وقوله : أول ما أنزل من القرآن (  ياأيها المدثر  ) قول جابر ، وعائشة أخبرت عن خبره صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك .
 - ص 84 - الرابع : أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولا قبل نزول (  ياأيها المدثر  ) فإنه قال : فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء ، فرجعت إلى أهلي فقلت : زملوني دثروني ، فأنزل الله (  ياأيها المدثر  ) وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه (  اقرأ باسم ربك الذي خلق  ) فدل حديث جابرعلى تأخر نزول (  ياأيها المدثر  ) والحجة في روايته لا في رأيه ، والله أعلم . 



المصدر " كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد  " بتصريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق